الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **
18233- عن أنس بن مالك أن فاطمة رضي الله عنها ناولت النبي صلى الله عليه وسلم كسرة من خبز فقال: "هذا أول طعام أكله أبوك منذ ثلاثة أيام". رواه أحمد والطبراني وزاد: فقال: "ما هذه؟". فقالت: قرص خبزته فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة. ورجالهما ثقات. 18234- وعن عائشة أنها قالت: والذي بعث محمداً بالحق، ما رأى منخلاً ولا أكل خبزاً منخولاً منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبض. قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير؟ قال: كنا نقول: أف أف. رواه أحمد وفيه سليمان بن رومان ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. 18235- وعن أبي الدرداء قال: لم يكن ينخل لرسول الله صلى الله عليه وسلم الدقيق، ولم يكن له إلا قميص واحد. رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيهما سعيد بن ميسرة وهو ضعيف. 18236- وعن أم سلمة قالت: لم ينخل لرسول الله صلى الله عليه وسلم دقيق قط. رواه الطبراني وفيه نفيع أبو داود وهو متروك. 18237- وعن عبد الرحمن بن عوف قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا ولم يشبع هو ولا أهله من خبز الشعير. رواه البزار وإسناده حسن. 18238- وعن عائشة قالت: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خميص البطن. رواه أبو يعلى وفيه طلحة البصري مولى عبد الله بن الزبير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18239- وعن سهل بن سعد قال: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شبعتين حتى فارق الدنيا. رواه الطبراني وفيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف. 18240- وعن عائشة قالت: ما كان يبقى على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير قليل ولا كثير. رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن. 18241- وفي رواية عنده: ما رفعت مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها فضلة من طعام قط. 18242- وروى البزار بعضه. 18243- وعن عمران بن حصين قال: والله ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غداء وعشاء حتى لقي الله عز وجل. رواه الطبراني وفيه عمرو بن عبيد وهو متروك. 18244- وعن عثمة الجهني قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلقيه رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي إنه ليسؤوني الذي أرى بوجهك، وعما هو؟ قال: فنظر النبي صلى الله عليه وسلم لوجه الرجل ساعة، ثم قال: "الجوع". فخرج الرجل يعدو، أو شبيهاً بالعدو، حتى أتى بيته فالتمس عندهم الطعام فلم يجد شيئاً، فخرج إلى بني قريظة فأجر نفسه على كل دلو ينزعها بتمرة، حتى جمع حفنة أو كفاً من تمر، ثم رجع بالتمر حتى وجد النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه لم يرم (لم يبرح). قال: كل أي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أين لك هذا التمر؟". فأخبره الخبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأظنك تحب الله ورسوله". قال: أجل والذي بعثك بالحق لأنت أحب إلي من نفسي وولدي وأهلي ومالي، قال: "أما لا فاصطبر للفاقة وأعد البلاء تجفافاً، فوالذي بعثني بالحق لهما إلى من يحبني أسرع من هبوط الماء من رأس الجبل إلى أسفله". رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم. 18245- وعن كعب بن عجرة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فرأيته متغيراً، فقلت: بأبي أنت ما لي أراك متغيراً؟ قال: "ما دخل جوفي ما يدخل جوف ذات كبد منذ ثلاث". قال: فذهبت فإذا يهودي يسقي إبلاً له، فسقيت له على كل دلو بتمرة، فجمعت تمراً فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من أين لك يا كعب؟". فأخبرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أتحبني يا كعب؟". قلت: بأبي أنت نعم! قال: "إن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى معادنه، وإنه سيصيبك بلاء فأعد له تجفافاً". قال: ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما فعل كعب؟". قالوا: مريض، فخرج يمشي حتى دخل عليه فقال: "أبشر يا كعب". فقالت أمه: هنيئاً لك الجنة يا كعب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من هذه المتألية على الله؟". قلت: هي أمي يا رسول الله! قال: "وما يدريك يا أم كعب؟ لعل كعباً قال ما لا ينفعه، ومنع ما لا يغنيه". رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد. 18246- وعن علي بن أبي طالب قال: خرجت في غداة شاتية جائعاً، وقد أوبقني البرد، فأخذت ثوباً من صوف قد كان عندنا، ثم أدخلته في عنقي وحزمته على صدري أستدفئ به، والله ما في بيتي شيء آكل منه ولا كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم شيء يبلغني، فخرجت في بعض نواحي المدينة فانطلقت إلى يهودي في حائط، فاطلعت عليه من ثغرة جداره فقال: ما لك يا أعرابي؟ هل لك في دلو بتمرة؟ قلت: نعم افتح لي الحائط، ففتح لي فدخلت فجعلت أنزع الدلو ويعطيني تمرة، حتى ملأت كفي. قلت: حسبي منك الآن، فأكلتهن ثم جرعت من الماء، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست إليه في المسجد وهو مع عصابة من أصحابه، فطلع علينا مصعب بن عمير في بردة له مرقوعة بفروة، وكان أنعم غلام بمكة وأرفهه عيشاً، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ما كان فيه من النعيم ورأى حاله التي هو عليها فذرفت عيناه، فبكى ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم اليوم خيراً أم إذا غدي على أحدكم بحفنة من خبز ولحم، وريح عليه بأخرى، وغداً في حلة وراح في أخرى، وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة؟". قلنا: بل نحن يومئذ خير نتفرغ للعبادة! قال: "بل أنتم اليوم خير". قلت: روى الترمذي بعضه. رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. 18247- وعن جابر قال: لما كان يوم الخندق نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد وضع حجراً بينه وبين إزاره يقيم به صلبه من الجوع. رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا على ضعف في إسماعيل بن عبد الملك. 18248- وعن علي قال: خرجت فأتيت حائطاً. قال: فقال: دلو بتمرة، قال: فدليت حتى ملأت كفي ثم أتيت الماء فاستعذبت - يعني شربت - ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمته نصفه، وأكلت نصفه. رواه أحمد ورجاله وثقوا إلا أن مجاهداً لم يسمع من علي. 18249- وعن عمران بن حصين قال: ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز مأدوم حتى مضى لسبيله صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد وفيه عمرو بن عبيد وهو متروك. 18250- وعن علي بن رباح قال: كنت بالإسكندرية عند عمرو بن العاص، فذكروا ما هم فيه فقال رجل من الصحابة: لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبع أهله من الخبز الغليث. قال موسى بن علي: يعني الشعير والسلت إذا خلطا. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 18251- وعن أبي هريرة قال: كان يمر بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال ثم هلال لا يوقد في شيء من بيوتهم النار، لا لخبز ولا لطبيخ. قالوا: بأي شيء كانوا يعيشون يا أبا هريرة؟ قال: الأسودان: التمر والماء. وكان لهم جيران من الأنصار - جزاهم الله خيراً - لهم منائح يرسلون إليهم شيئاً من لبن. رواه أحمد وإسناده حسن ورواه البزار كذلك. 18252- وعن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وجبريل عليه السلام على الصفا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جبريل والذي بعثك بالحق ما أمسى لآل محمد صلى الله عليه وسلم سفة من دقيق ولا كف من سويق". فلم يكن كلامه بأسرع من أن سمع هدة من السماء أفزعته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمر الله القيامة أن تقوم؟". قال: لا ولكن أمر الله إسرافيل فنزل إليك حين سمع كلامك، فأتاه إسرافيل فقال: إن الله سمع ما ذكرت فبعثني بمفاتيح خزائن الأرض، وأمرني أن أعرض عليك أُسيِّر معك جبال تهامة زمرداً وياقوتاً وذهباً وفضة فعلت، فإن شئت نبياً ملكاً وإن شئت نبياً عبداً، فأومأ إليه جبريل أن تواضع، فقال: "بل نبياً عبداً". ثلاثاً. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18253- وعن علي بن رباح قال: سمعت عمرو بن العاص يقول: لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه، أصبحتم ترغبون في الدنيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيها، والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من دهره إلا كان الذي عليه أكثر من الذي له. قال: فقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلف. وقال غير يحيى: والله ما مر برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له. 18254- وفي رواية عن عمرو أيضاً أنه قال: ما أبعد هديكم من هدي نبيكم، أما هو فكان أزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغب الناس فيها. رواه كله أحمد والطبراني وروى حديث عمر فقط ورجال أحمد رجال الصحيح. 18255- وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه من الدنيا ثلاثة: الطعام والنساء والطيب، فأصاب ثنتين ولم يصب واحدة، أصاب النساء والطيب ولم يصب الطعام. رواه أحمد وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18256- وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصبنا من دنياكم هذه إلا نساءكم". رواه الطبراني في الأوسط من رواية زكريا بن إبراهيم عن أبيه عن ابن عمر ولم أعرفهما. 18257- وعن فاطمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوماً فقال: "أين أبنائي؟". - يعني حسناً وحسيناً - قالت: أصبحنا وليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فقال علي: أذهب بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شيء، فذهب إلى فلان اليهودي. فتوجه إليه النبي صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في شربة بين أيديهما فضل من تمر، فقال: "يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد [عليهما]الحر؟". قال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شيء، فلو جلست يا رسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات. فجلس النبي صلى الله عليه وسلم حتى اجتمع لفاطمة شيء من تمر فجعله في صرته، ثم أقبل فحمل النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما، وعلي الآخر حتى أقلبهما. رواه الطبراني وإسناده حسن. 18258- وعن أنس أن بلالاً أبطأ عن صلاة الصبح فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما حبسك؟". قال: مررت بفاطمة وهي تطحن والصبي يبكي فقلت لها: إن شئت كفيتك الرحا وكفيتني الصبي، وإن شئت كفيتك الصبي وكفيتني الرحا؟ قالت: أنا أرفق بابني منك، فذاك حبسني. فقال: "رحمتها رحمك الله". رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن أبا هاشم صاحب الزعفران لم يسمع من أنس والله أعلم. 18259- وعن ابن عباس: سمع عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوماً عند الظهيرة فوجد أبا بكر في المسجد جالساً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أخرجك في هذه الساعة؟". قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخرجني يا رسول الله الذي أخرجك. ثم إن عمر جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا ابن الخطاب ما أخرجك هذه الساعة؟". قال: أخرجني يا رسول الله الذي أخرجكما. فقعد معهما، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل بكما من قوة فتنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان من طعام وشراب؟". فقلنا: نعم يا رسول الله، فانطلقنا حتى أتينا منزل مالك بن التيهان أبي الهيثم الأنصاري، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا، فاستأذن عليهم وأم أبي الهيثم تسمع السلام، تريد أن يزيدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام. فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينصرف خرجت أم أبي الهيثم تسعى فقالت: يا رسول الله قد سمعت سلامك ولكن أردت أن تزيدنا من سلامك. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين أبو الهيثم؟". قالت: قريب ذهب يا رسول الله يستعذب لنا من الماء، ادخلوا الساعة يأتي، فبسطت لهم بساطاً تحت شجرة، حتى جاء أبو الهيثم مع حماره وعليه قربتان من ماء، ففرح بهم أبو الهيثم وقرب يحييهم، فصعد أبو الهيثم على نخلة فصرم أعذاقاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبك يا أبا الهيثم". قال: يا رسول الله تأكلون من بسره ومن رطبه وتذنو به، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه". ثم قام أبو الهيثم إلى شاة ليذبحها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياك واللبون". ثم قام أبو الهيثم فعجن لهم. ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رؤوسهم فناموا، فاستيقظوا وقد أدرك طعامهم، فوضعه بين أيديهم فأكلوا وشبعوا. وأتاهم أبو الهيثم ببقية الأعذاق، فأصابوا منه وسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهم بخير، ثم قال لأبي الهيثم: "إذا بلغك أنه قد أتانا رقيق فائتنا". قال أبو الهيثم: فلما بلغني أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقيق أتيت المدينة، فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم رأساً فكاتبته على أربعين ألف درهم، فما رأيت رأساً كان أعظم بركة منه. 18260- وفي رواية: قالت أم أبي الهيثم: لو دعوت لنا! قال: "أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة". رواه البزار وأبو يعلى باختصار قصة الغلام والطبراني كذلك، وفي أسانيدهم كلها عبد الله بن عيسى أبو خلف وهو ضعيف، وقال أبو يعلى والطبراني: أم الهيثم، وقال البزار: أم أبي الهيثم. 18261- وعن ابن عباس قال: خرج أبو بكر بالهاجرة فسمع بذاك عمر، فخرج فإذا هو بأبي بكر فقال: يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال: أخرجني والله ما أجد من حاق الجوع في بطني، فقال: وأنا والله ما أخرجني غيره. فبينما هما [كذلك] إذ خرج عليهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ما أخرجكما هذه الساعة؟". فقالا: أخرجنا والله ما نجد في بطوننا من حاق الجوع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأنا والذي نفسي بيده ما أخرجني غيره". فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري، وكان أبو أيوب ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً أو لبناً فأبطأ يومئذ فلم يأت لحينه فأطعمه أهله وانطلق إلى نخله يعمل فيه، فلما أتوا باب أبي أيوب خرجت امرأته فقالت: مرحباً برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأين أبو أيوب؟". قالت: يأتيك يا نبي الله الساعة، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصر به أبو أيوب وهو يعمل في نخل له، فجاء يشتد حتى أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرحباً بنبي الله صلى الله عليه وسلم وبمن معه. فقال: يا رسول الله ليس بالحين الذي كنت تجئيني فيه، فرده. فجاء إلى عذق النخلة فقطعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أردت إلى هذا؟". قال: يا رسول الله أردت أن تأكل من رطبه وبسره وتمره وتذنوبه، ولأذبحن لك مع هذا، قال: "إن ذبحت فلا تذبحن ذات در". فأخذ عناقاً أو جدياً فذبحه وقال لامرأته: اختبزي وأطبخ أنا، فأنت أعلم بالخبز. فعمد إلى نصف الجدي فطبخه وشوى نصفه، فلما أدرك الطعام وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجدي فوضعه على رغيف ثم قال: "يا أبا أيوب أبلغ بهذا إلى فاطمة فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام". فلما أكلوا وشبعوا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خبز ولحم وبسر ورطب". ودمعت عيناه ثم قال: "هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة". فكبر ذلك على أصحابه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أصبتم مثل هذا وضربتم بأيدكم فقولوا: بسم الله وبركة الله، وأنعم وأفضل، فإن هذا كفاف بهذا". وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي أحد إليه معروفاً إلا أحب أن يجازيه، فقال لأبي أيوب: "ائتنا غداً". فلم يسمع، فقال له عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تأتيه، فلما أتاه أعطاه وليدة فقال: "يا أبا أيوب استوص بها خيراً فإنا لم نر إلا خيراً ما دامت عندنا". فلما جاء بها أبو أيوب قال: ما أجد لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا من أن أعتقها، فأعتقها. رواه الطبراني في الصغير والأوسط، وفيه عبد الله بن كيسان المروزي وقد وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18262- وعن أبي هريرة قال: حدثني أبو بكر بن أبي قحافة قال: فاتني العشاء ذات ليلة فجعلت أتقلب لا يأتيني النوم، فقلت: لو خرجت إلى المسجد فصليت ما قدر لي، ففعلت ثم استندت إلى ناحية منه، فدخل عمر، فلما رآني أنكرني فقال: من هذا؟ قلت: أبو بكر فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟ قلت: الجوع، قال: وأنا أخرجني الذي أخرجك، فلم نلبث أن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما أخرجكما هذه الساعة". فأخبرناه الخبر فقال: "وأنا ما أخرجني إلا الذي أخرجكما، انطلقا بنا إلى الواقفي". فأتينا الباب، فاستأذنا فخرجت المرأة، قال: "أين فلان؟". قالت: ذهب يستعذب من حش بني حارثة، ففتحت الباب، فدخلنا فلم نلبث أن جاء قد ملأ قربة على ظهره علقها على كرنفة من كرانيف النخل، ثم أقبل إلينا فقال: مرحباً وأهلاً ما زار الناس خير من زور زاروني الليلة، ثم جاء بعذق بسر، فجعلنا ننتقي في القمر ونأكل، ثم أخذ الشفرة وجال في الغنم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياك والحلوب أو ذات الدر". فذبح لنا شاة وسلخها وقطعها في القدر، وأمر المرأة فعجنت وخبزت، ثم جاء بثريدة ولحم فأكلنا. ثم قام إلى القربة وقد تخفقتها الريح فبردت، فسقانا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي خرجنا لم يخرجنا إلا الجوع ثم لم نرجع حتى أصبنا هذا، هذا من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة". ثم قال للواقفي: "أما لك خادم يكفيك هذا؟". قال: لا يا رسول الله، قال: "فانظر أول سبي يأتيني فائتني آمر لك بخادم". فلم يلبث أن أتاه سبي، فأتاه فقال: "ما جاء بك؟". قال: موعدك الذي وعدتني، قال: "قم فاختر منه". قال: يا رسول الله كن أنت الذي تختار لي، قال: "خذ هذا الغلام وأحسن إليه". فأتى امرأته فأخبرها بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قال له، فقالت: فقد أمرك أن تحسن إليه فأحسن إليه، فقال: وما الإحسان؟ قالت: أن تعتقه، قال: فهو حر لوجه الله. قلت: روى ابن ماجة طرفاً منه في ذبح ذوات الدر. رواه الطبراني، ورواه أبو يعلى أتم منه وفيه يحيى بن عبيد الله بن موهب وقد ضعفه الجمهور ووثق، وبقية رجاله ثقات. 18263- وعن عبد الله بن مسعود أن أبا بكر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن عمر خرج لم يخرجه إلا الجوع، وأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهما وأنهما أخبراه أنه لم يخرجهما إلا الجوع، فقال: "انطلقوا بنا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان". رجل من الأنصار يقال له: أبو الهيثم بن التيهان، فإذا هو ليس في المنزل ذهب يستسقي، فرحبت المرأة برسول الله صلى الله عليه وسلم وبصاحبيه، وبسطت لهم شيئاً فجلسوا عليه، فسألها النبي صلى الله عليه وسلم: "أين انطلق أبو الهيثم؟". قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء، فلم يلبث أن جاء بقربة فيها ماء، فانطلق فعلقها وأراد أن يذبح لهم شاة، فكأن النبي صلى الله عليه وسلم كره ذلك، فذبح لهم عناقاً ثم انطلق فجاء بكبائس من النخل فأكلوا من ذلك اللحم والبسر والرطب، وشربوا من الماء، فقال أحدهما - إما أبو بكر وإما عمر - : هذا من النعيم الذي نسأل عنه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "المؤمن لا يثرب على شيء أصابه في الدنيا إنما يثرب على الكافر". رواه الطبراني وفيه محمد بن السائب الكلبي وهو كذاب. 18264- وعن عامر بن ربيعة - وكان بدرياً - قال: لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثنا في السرية، يا بني ما لنا زاد إلا السلف من التمر، فنقسمه قبضة قبضة حتى يصير إلى تمرة تمرة، قال: فقلت: يا أبت وما عسى أن تغني التمرة عنكم؟ قال: لا تقل ذاك [ذاك يا بني] فبعد أن فقدناها فاختللنا إليها. رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه المسعودي وقد اختلط وكان ثقة. 18265- وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في ساعة لم يكن يخرج فيها، ثم خرج أبو بكر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أخرجك يا أبا بكر؟". فقال: أخرجني الجوع، قال: "وأنا أخرجني الذي أخرجك". ثم خرج عمر فقال: "ما أخرجك يا عمر؟". قال: أخرجني والذي بعثك بالحق الجوع. ثم سار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من أصحابه فقال: "انطلقوا بنا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان".فانطلقوا، فلما انتهوا إلى منزل أبي الهيثم قالت لهم امرأته: إنه انطلق يستعذب لنا من الماء فدوروا إلى الحائط، فداروا إلى الحائط ففتحت لهم باب الحائط، فجاء أبو الهيثم، فقالت له امرأته: تدري من عندك؟ فقال: لا، فقالت: عندك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فدخل عليهم فعلق قربته على نخلة، ثم أتاهم فسلم عليهم، ثم حيا ورحب، ثم أتى مخرفاً فاخترف لهم رطباً فأتاهم به فصبه بين أيديهم، ثم إن أبا الهيثم أهوى إلى غنيمة له في ناحية الحائط ليذبح لهم منها شاة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ذات الدر فلا". فأخذ شاة فذبحها وسلخها وقطعها أعضاء ثم طبخها بالماء والملح، ثم أتى امرأته فسألها: هل عندك من شيء؟ فقالت: نعم عندنا شيء من شعير كنا نؤخره، فطحناه بينهما، فعجنته وخبزته، فكسره أبو الهيثم وأكفأ عليه ذلك اللحم الذي طبخه، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فأكلوا. ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا الهيثم أما لك من خادم؟". قال: لا والذي بعثك بالحق ما لنا خادم، قال: "فإذا بلغك أنه قد جاءنا سبي فائتنا نخدمك". فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي، فأتاه أبو الهيثم وبين يديه غلامان - أو قال: وصيفان - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا أبا الهيثم اختر منهما". - أو قال: "تخاير منهما" - قال أبو الهيثم: يا رسول الله خر لي، فاحتاط رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حسر عن ذراعيه وقال: "المستشار مؤتمن، يا أبا الهيثم خذ هذا". فلما ولى به أبو الهيثم قال: "يا أبا الهيثم أحسن إليه، فإني رأيته يصلي". قال: نعم نطعمه مما نأكل، ونلبسه مما نلبس، ولا نكلفه ما لا يطيق. فانطلق أبو الهيثم إلى أهله ففرحوا به فرحاً شديداً وقالوا: الحمد لله الذي رزقنا خادماً يخدمنا ويعيننا على ضيعتنا. فقال أبو الهيثم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني به، فقالت امرأته: نعم نطعمه مما نأكل، ونلبسه مما نلبس، ولا نكلفه ما لا يطيق. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني به، فقالت: سبحان الله خادم أخدمنا الله ورسوله تريد أن تحرمناه! فقال أبو الهيثم للغلام: أنت حر لوجه الله، فإن شئت أن تقيم معنا نطعمك مما نأكل ونلبسك مما نلبس ولا نكلفك من العمل إلا ما تطيق وإن شئت فاذهب حيث شئت. رواه الطبراني وفيه بكار بن محمد السيريني وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن معين، وبقية رجاله ثقات. 18266- وعن عبد الله بن شقيق قال: أقمت مع أبي هريرة بالمدينة سنة فقال لي ذات يوم ونحن عند حجرة عائشة: لقد رأيتنا وما لنا ثياب إلا البرد المتعتقة، وإنه لتأتي على أحدنا الأيام ما يجد طعاماً يقيم به صلبه، حتى إن كان أحدنا ليأخذ الحجر فيشد به على أخمص بطنه ثم يشده بثوبه ليقيم صلبه. رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. 18267- وعنه قال: إنما كان طعامنا مع نبي الله صلى الله عليه وسلم التمر والماء، والله ما كنا نرى سمراءكم هذه، ولا ندري ما هي وإنما كان لباسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم النمار - يعني برد الأعراب - . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزار باختصار. 18268- وعن معاوية بن قرة قال: قال أبي: لقد عمرنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الأسودان، ثم قال: هل تدرون ما الأسودان؟ قلت: لا، قال: الأسودان: التمر والماء. رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط والكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح غير بسطام بن مسلم وهو ثقة. 18269- وعن ابن عباس قال: جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلان حاجتهما واحدة، فتكلم أحدهما فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من فيه أخلافاً فقال له: "ألا تستاك؟". فقال: إني لأفعل ولكن لم أطعم طعاماً منذ ثلاث، فأمر به رجلاً، فآواه وقضى حاجته. رواه أحمد والبزار وإسناد أحمد جيد. 18270- وعن ابن عمر قال: دخلت مع النبي صلى الله عليه وسلم حائطاً من حيطان المدينة، فجعل يأكل بسراً أخضر فقال: "كل يا ابن عمر". قلت: ما أشتهيه يا رسول الله، فقال: "ما تشتهيه، إنه لأول طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة أيام". 18271- وفي رواية: "منذ ثلاثة أيام". رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوازع بن نافع وهو متروك. 18272- وعن عائشة قالت: أرسل إلينا آل أبي بكر بقائمة شاة ليلاً، فأمسكت وقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قالت: فأمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعت - قال: فتقول للذي تحدثه: هذا على غير مصباح. رواه أحمد والطبراني في الأوسط وزاد: فقلت: يا أم المؤمنين على مصباح؟ قالت: لو كان عندنا دهن مصباح لأكلناه. ورجال أحمد رجال الصحيح. 18273- وعن أنس بن مالك قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة طوائر، فأطعم خادمه طائراً، فلما كان من الغد أتته بها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألم أنهك عن أن ترفعي شيئاً لغد فإن الله يأتي برزق كل غد؟". رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير هلال أبي المعلى وهو ثقة. 18274- وعن أنس قال: إن كان السبعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليمصون التمرة الواحدة، وأكلوا الخبط (ورق الشجر) حتى ورمت أشداقهم. رواه الطبراني في الأوسط وفيه خليد بن دعلج وهو ضعيف. 18275- وعن جابر بن عبد الله قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي عبيدة ونحن ستمائة رجل وبضعة عشر نتلقى عير قريش، فما وجد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من زاد إلا جراباً من تمر، فكان يعطينا تمرة تمرة، كل يوم نمصها ثم نشرب عليها الماء، فوجدنا فقدها حين فنيت، ثم أقبلنا على الخبط نخبطه بعصينا ونشرب عليه الماء. فذكر الحديث وقال: فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هل معكم منه شيء؟". - يعني لحم الحوت - فقلنا: نعم، قال: "فأطعمونا منه". فأرسلنا إليه وشيقة فأكلها. قلت: فذكر الحديث بطوله وهو في الصحيح، ولكنه قال: ونحن ثلاث مائة، وهنا قال: ستمائة وبضعة عشر. رواه الطبراني في الأوسط وفيه زمعة بن صالح وهو ضعيف. 18276- وعن طلحة بن عمر قال: كان الرجل إذا قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن له عريف بالمدينة ينزل عليه نزل بأصحاب الصفة، وكان لي بها قرناء، فكان يجري علينا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يومين اثنين مدان من تمر، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الصلوات إذ ناداه مناد من أصحابه: يا رسول الله أحرق التمر بطوننا، وتخرقت عنا الخنف. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قام فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر ما لقي من قومه من الشدة قال: "مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر يوماً ما لنا طعام إلا البرير (ثمر الأراك) حتى قدمنا على إخواننا من الأنصار، فواسونا في طعامهم، وعظم طعامهم التمر واللبن. والذي لا إله إلا هو، لو أجد لكم الخبز واللحم لأطعمتكموه، وإنه لعله أن تدركوا زماناً - أو من أدركه منكم - يلبسون مثل أستار الكعبة، يغدي عليكم ويراح بالجفان". رواه الطبراني والبزار بنحوه إلا أنه قال في أوله: كان أحدنا إذا قدم المدينة فكان له عريف نزل على عريفه، وإن لم يكن له عريف نزل الصفة، فقدمت المدينة فنزلت الصفة، فوافقت بين رجلين، فكان يجري علينا كل يوم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مدين اثنين. والباقي بنحوه، ورجال البزار رجال الصحيح غير محمد بن عثمان العقيلي وهو ثقة. 18277- وعن فضالة الليثي قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان من كان له عريف نزل على عريفه، ومن لم يكن له عريف نزل الصفة، فلم يكن لي عريف فنزلت الصفة، فناداه رجل يوم الجمعة فقال: يا رسول الله أحرق بطوننا التمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "توشكون أن من عاش منكم يغدى عليه بالجفان ويراح، وتكتسون كما تستر الكعبة". رواه الطبراني عن شيخه المقدام بن داود وهو ضعيف وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. 18278- وعن عبد الله بن مسعود قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الجوع في وجوه أصحابه فقال: "أبشروا فإنه سيأتي عليكم زمان يغدى على أحدكم بالقصعة من الثريد ويراح عليه بمثلها". قالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير؟ قال: "بل أنتم اليوم خير منكم يومئذ". رواه البزار وإسناده جيد. 18279- وعن عبد الله بن يزيد الخطمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أنتم اليوم خير أم إذا غدت على أحدكم صحيفة وراحت أخرى، وغدا في حلة وراح في أخرى، وتكسون بيوتكم كما تكسى الكعبة؟". فقال رجل: نحن يؤمئذ خير، قال: "بل أنتم اليوم خير". رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي جعفر الخطمي وهو ثقة. 18280- وعن أبي جحيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنها ستفتح عليكم الدنيا حتى تتخذوا بيوتكم كما نتخذ الكعبة". قلنا: ونحن على ديننا اليوم؟ قال: "وأنتم على دينكم اليوم". قلنا: فنحن يومئذ خير أم ذلك اليوم؟ قال: "بل أنتم اليوم خير". رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عبد الجبار بن العباس الشبامي وهو ثقة. 18281- وعن أبي جحيفة قال: أكلت ثريداً وأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فتجشأت عنده، فقال: "يا أبا جحيفة إن أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا". رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات. 18282- وعن علي بن الأقمر عن أبيه قال: رأيت علي بن أبي طالب يعرض سيفاً له في رحبة الكوفة وهو يقول: من يشتري مني سيفي هذا؟ فوالله لقد جلوت به غير كربة عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو أن عندي ثمن إزار ما بعته. رواه الطبراني في الأوسط وفيه سليمان بن الحكم وهو ضعيف. 18283- وعن أبي برزة قال: كنا في غزاة لنا، فلقينا أناساً من المشركين فأجهضناهم عن ملة لهم فوقعنا فيها، فجعلنا نأكل منها، وكنا نسمع في الجاهلية أن من أكل الخبز سمن، فلما أكلنا ذلك الخبز جعل أحدنا ينظر في عطفيه هل سمن؟ 18284- وفي رواية: كنا يوم خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهضناهم عن خبزة لهم من نقي. رواه كله الطبراني ورجاله رجال الصحيح. 18285- وعن رجل من عبس قال: كنت أسير مع سلمان على شط دجلة فقال: يا أخا بني عبس انزل فاشرب، فشربت فقال: ما نقص شرابك من دجلة؟ قلت: ما عسى أن ينقص؟ قال: فإن العلم كذلك يؤخذ منه ولا ينقص. ثم قال: اركب، فمررنا بأكداس من حنطة وشعير فقال: أفترى هذا؟ فتح لنا وقتر على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لخير لنا وشر لهم، قلت: لا أدري ولكني أدري شر لنا وخير لهم، قال: ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام متوالية حتى لحق بالله عز وجل. رواه الطبراني وفيه راو لم يسم وبقية رجاله وثقوا. 18286- وعن أم سليم قالت: كنت في بعض حجر نساء النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندها، فجاء رجل يشتكي إليه الحاجة، فقال: "اصبر فوالله ما في آل محمد شيء منذ سبع، ولا أوقد تحت برمة (قِدر) لهم منذ ثلاث، والله لو سألت الله أن يجعل جبال تهامة كلها ذهباً لفعل". رواه الطبراني وفيه الحجاج بن فروح وقد وثقه ابن حبان على ضعف كثير، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18287- وعن الشفاء بنت عبد الله قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله، فجعل يعتذر إلي وأنا ألومه، فحضرت الصلاة فخرجت فدخلت على ابنتي وهي تحت شرحبيل بن حسنة، فوجدت شرحبيل في البيت فقلت: قد حضرت الصلاة وأنت في البيت؟ وجعلت ألومه فقال: يا خالة لا تلوميني فإنه كان لي ثوب فاستعاره النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: بأبي وأمي كنت ألومه منذ اليوم وهذه حاله ولا أشعر! فقال شرحبيل: ما كان إلا درع رقعناه. رواه الطبراني وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك. 18288- وعن أم سلمة قالت: إني لأعلم أكثر مال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبضه الله تعالى، قدم عليه في جنح الليل خريطة (وعاء من أدم) فيها ثمانمائة درهم وصحيفة، فأرسل بها إلي - وكانت ليلتي - ثم انقلب بعد العشاء الآخرة فصلى في الحجرة في مصلاه، وقد مهدت له ولنفسي، فأنا أنتظر فأطال، ثم خرج ثم رجع، فلم يزل كذلك حتى دعي لصلاة الصبح، فصلى ثم رجع فقال: "أين تلك الخريطة التي فتنتني البارحة؟". فدعا بها فقسمها. قلت: يا رسول الله صنعت شيئاً لم تكن تصنعه، فقال: "كنت أصلي فأوتى بها فأنصرف حتى أنظر إليها ثم أرجع فأصلي". قلت: تقدم لهذه الحديث طرق في باب الإنفاق، وأنه صلى الله عليه وسلم خشي أن يتوفى قبل أن يقسمها. رواه الطبراني بأسانيد وبعضها جيد. 18289- وعن سهل بن سعد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أيها الناس اتقوا الله فإنكم إن اتقيتم الله يوشك أن يشبعكم من زيت الشام وقمح الشام". رواه الطبراني وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف. 18290- وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: أنتم أكثر صلاة وأكثر اجتهاداً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وكانوا خيراً منكم، قالوا: بم يا أبا عبد الرحمن؟ قال: إنهم كانوا أزهد في الدنيا، أرغب في الآخرة. رواه الطبراني وفيه عمارة بن يزيد صاحب ابن مسعود ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 18291- وعن علي بن بذيمة: قال بيع متاع سلمان فبلغ أربعة عشر درهماً. رواه الطبراني وإسناده منقطع. 18292- وعن سلمى امرأة أبي رافع قالت: دخل علي الحسن بن علي وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس فقالوا: اصنعي لنا طعاماً مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم أكله، قالت: يا بني إذاً لا تشتهونه اليوم، فقمت فأخذت شعير فطحنته ونسفته وجعلت منه تخبزة، وكان أدمه الزيت، ونثرت عليه الفلفل، فقربته إليهم وقالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب هذا. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير فايد مولى ابن أبي رافع وهو ثقة. 18293- وعن أبي موسى قال: لو رأيتنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم لحسبت أنما ريحنا ريح الضأن، إنما لباسنا الصوف، وطعامنا الأسودان: التمر والماء. قلت: رواه أبو داود باختصار. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح. 18294- وعن عائشة قالت: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن وعسل، فقال: "شربتين في شربة وأدمين في قدح، لا حاجة لي به، أما إني لا أزعم أنه حرام، أكره أن يسألني الله عن فضول الدنيا يوم القيامة، أتواضع لله فمن تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله، ومن اقتصد أغناه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله". رواه الطبراني في الأوسط وفيه نعيم بن مورع العنبري وقد وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات. 18295- وعن أبي هريرة قال: إن كان لتمرُّ بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم الأهلة ما يسرج في بيت واحد منهم سراج، ولا يوقد فيه نار، وإن وجدوا زيتاً ادهنوا به، وإن وجدوا ودكاً (دسم اللحم ودهنه) أكلوه. رواه أبو يعلى وفيه عثمان بن عطاء الخراساني وهو ضعيف، وقد وثقه دحيم، وبقية رجاله ثقات. 18296- وعن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أحبكم إلي وأقربكم مني الذي يلحقني على ما عاهدته عليه". رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. 18297- وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما يسرني أن أحداً لي ذهب أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أترك منه ديناراً إلا ديناراً أعده لغريم إن كان". فمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ترك ديناراً ولا درهماً ولا عبداً ولا وليدة، وترك درعه رهناً بثلاثين صاعاً من شعير. قلت: روى الترمذي وابن ماجة بعضه. رواه البزار وإسناده حسن. 18298- وعن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على سريره مضطجع مزمل بشريط، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، فدخل عليه نفر من أصحابه، ودخل عمر، فانحرف رسول الله صلى الله عليه وسلم انحرافة، فلم ير عمر بين جنبه وبين الشريط ثوباً وقد أثر الشريط بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبكى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك يا عمر؟". قال: والله ما أبكي أن لا أكون أعلم أنك أكرم على الله تبارك وتعالى من كسرى وقيصر وهما يعيثان فيما يعيثان فيه، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمكان الذي أرى؟ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟". فقال عمر: بلى، قال: "فإنه كذلك". رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وقد وثقه جماعة وضعفه جماعة. 18299- وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جسمه، فقال: يا رسول الله لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا، فقال: "ما لي وللدنيا! ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة ثم راح وتركها". ورجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة. 18300- وعن عبد الله بن مسعود قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في غرفة كأنها بيت حمام، وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه، فبكيت فقال: "ما يبكيك يا عبد الله؟". قلت: يا رسول الله كسرى وقيصر يطوون على الخز والديباج والحرير، وأنت نائم على هذا الحصير قد أثر بجنبك؟ فقال: "فلا تبك يا عبد الله، فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة، وما أنا والدنيا وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها". رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش وقد وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات. 18301- وعن جندب قال: أصابت إصبع النبي صلى الله عليه وسلم شجرة فدميت، فقال: "هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت". فحمل فوضع على سرير مزمل بخوص أو شريط، ووضع تحت رأسه مرفقة من أدم حشوها ليف، فأثر الشريط في جنبه، فجاء عمر بن الخطاب فبكى، فقال: "ما يبكيك؟". فقال: يا رسول الله كسرى وقيصر يجلسون على سرر الذهب ويلبسون الديباج والإستبرق؟ قال: "أما ترضون أن لهم الدنيا ولكم الآخرة؟". قلت في الصحيح منه: "هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت". رواه الطبراني وفيه عمر بن زياد وقد وثقه ابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18302- وعن عائشة قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سرير مشبك بالبورى (الحصير المعمول من القصب) وعليه كساء أسود، فأجلسناه على البورى، فدخل عليه أبو يكر وعمر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس عليه، فنظرا فرأيا أثر السرير في جنب النبي صلى الله عليه وسلم، فبكى أبو بكر وعمر، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيكما؟". قالا: نبكي لأن هذا السرير قد أثرت في جنبك خشونته، وكسرى وقيصر على فرش الحرير والديباج! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عاقبة كسرى وقيصر إلى النار وعاقبة سريري هذا إلى الجنة". رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني نزيل نيسابور وهو كذاب. 18303- وعن أبي هريرة قال: هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه - قال شعبة: أحسبه قال: - شهراً، قال: فأتاه عمر وهو على حصير قد أثر الحصير بجنبه، فقال: يا رسول الله كسرى - أحسبه قال: قيصر - يشربون في الذهب والفضة، وأنت هكذا؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنهم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الشهر تسعة وعشرون هكذا وهكذا وهكذا". وكسر الإبهام في الثالثة. رواه البزار وفيه داود بن فراهيج وقد وثقه جماعة وضعفه آخرون، وبقية رجاله رجال الصحيح. 18304- وعن علي بن أبي طالب أنه أتى فاطمة فقال لها: إني لأشتكي صدري مما أمدر بالغرب (أنزع الماء بالدلو العظيمة) فقالت: والله إني لأشتكي يدي مما أطحن بالرحا، فقال لها علي: ائتي النبي صلى الله عليه وسلم فسليه يخدمك خادماً، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جاء بك؟". قالت: جئت لأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجعت إلى علي قالت: والله ما استطعت أن أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هيبته، فانطلقا إليه جميعاً فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما جاء بكما؟ لقد جاء - أحسبه قال: - بكما حاجة". فقال علي: أجل يا رسول الله، شكوت إلى فاطمة مما أمدر بالغرب، فشكت إلي يديها مما تطحن بالرحا، فأتيناك لتخدمنا خادماً مما آتاك الله، فقال: "لا ولكني أنفق أو - أنفقه - على أهل الصفة الذين تطوى أكبادهم من الجوع، لا أجد ما أطعمهم". قال: فلما رجعا وأخذا مضاجعهما من الليل؛أتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وهما في الخميل - والخميل: القطيفة - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم جهزها بها، وبوسادة حشوها إذخر وكان علي وفاطمة حين ردهما شق عليهما، فلما سمعا حس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهبا ليقوما، فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مكانكما". ثم جاء حتى جلس على طرف الخميل، ثم قال: "إنكما جئتما لأخدمكا خادماً، وإني سأدلكما - أو كلمة نحوها - على ما هو خير لكما من الخادم، تحمدان الله في دبر كل صلاة عشراً، وتسبحان عشراً، وتكبران عشراً، وتسبحانه ثلاثاً وثلاثين وتحمدانه ثلاثاص وثلاثين، وتكبرانه أربعاً وثلاثين، فذلك مائة، إذا أخذتما مضاجعكما من الليل". قلت: حديث علي في الصحيح وغيره باختصار عن هذا. رواه البزار وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط، وبقية رجاله ثقات.
|